اكتشف معنا سر خبيئة الدير البحري، وكيف تم اكتشافها بالصدفة من عائلة عبد الرسول الذين احتفظوا بها لأنفسهم، وما هي حكايتها وأسرارها، وما الخبايا الموجودة بها، وماذا حل بعائلة بعد الرسول بعد كشف أمرهما، تابع معنا.
ما هو سر خبيئة الدير البحري؟
تعد خبيئة الدير البحري من أهم وأشهر المعالم السياحية في الأقصر، اكتُشفت عام 1881م، وذلك من قبل عائلة “عبد الرسول”، تلك العائلة التي اشتهرت بعد اكتشافها لهذه الخبايا بتجارة الأثار، وكان ذلك سبب كشف أمرهما، وتعرف بمقبرة 320؛ وذلك لما وُجد فيها من آثار فرعونية، ومومياوات ملكية تعد من أعظم الملوك في عصرها، والتي كانت تتناوب بحكم بمصر، بعد كشف أحد أفراد عائلة عبد الرسول أثناء رعي الماعز، حدث ما يلي:
- أخبر ذلك المكتشف باقي أخوته عن ذلك المكان، وما وجد فيه من كنز ثمين، وقرروا الاحتفاظ بهذا السر لأنفسهم.
- ظل هؤلاء الأشقاء يترددون على ذلك المخبأ، واختلسوا منه الكثير من البرديات والقطع الأثرية، لبيعها للأجانب، ولأي بعثات أجنبية تعمل في الأقصر لتصديرها لأوروبا.
- بعد فترة وجيزة، أو بعد ما ازدادت شهر هذه العائلة بتجارة الأثار، وقعت إحدى البرديات عن طريق الخطأ تحت يد أحد الأوربيين المولعين بالآثار المصرية.
- أخذ ذلك الباحث الأوروبي في التقصّي عن مصدر البردية، حتى وصل إلى هذه العائلة، وطلب منهم معرفة مكان هذا الكنز، وبالطبع رفضوا ذلك.
- تم الإبلاغ عن تلك العائلة، وتم القبض على أحدهم وهو “عبد الرسول”، وفشلوا في جعله يعترف بمكان الكنز بالرغم من تعذيبه.
- بعد خروجه من السجن؛ لعدم وجود أي دليل بأنه تاجر أثار، لعدم اكتشافهم هذا المكان بعد، رجع عبد الرسول منزله، واجتمع مع إخوته؛ لكي يطلب منهم أن يزيد نصيبه من هذا الكنز، باعتباره تعذب في السجن، ورفضوا إخوته ذلك مما تسبب في شجارهم وانقسامهم.
- قام أحد الإخوة بالذهاب إلى قنا؛ للإبلاغ عن خبيئة الدير البحري، وذلك بعد مرور عشر سنوات على اكتشافها.
- بعد الهجوم على الدير، فوجئ مسؤول قناة باحتواء هذا المكان، على 153 تابوتًا وآثار فرعونية، وتجهيزات دفن خاصة بالملوك، بالإضافة إلى عدد من الصناديق تحتوي على عدة تماثيل أخرى، وبعض الذهب.
- أيضًا وجدوا بها أعظم الشخصيات والملوك في عصرهم، الذي لم نعرف عنهم إلا أسمائهم فقط، مثل: رمسيس الثاني، أحمس المحرر، سيتي الأول، تحتمس الثالث وغيرهم.
ماذا حل بعائلة عبد الرسول والكنز؟
تم القبض على جميع الأخوة، وقامت هيئات الدولة بمدينة الأقصر ببناء معبد للاحتفاظ بهذا الكنز العظيم، وكان من أشهر معابد الأقصر حينها، وعرف بمعبد الدير البحري، وكان يقع بجانب معبد الملكة حتشبسوت، ثم تم نقل هذه المعالم من الأقصر إلى المتحف المصري بالقاهرة، أعظم المتاحف حتى الآن، وأصبح يتردد عليه الكثير من السياح من حول العالم، وشارك في هذا النقل ما يزيد عن 300 عامل.
يوجد هذا الكنز حاليًا في مدينة الفسطاط في “المتحف القومي للحضارة المصرية”، بعد نقله من قبل هيئة الآثار ووزارة السياحة في أبريل عام 2021م، وكان من أعظم الأحداث التي أبهرت العالم أجمع، والذي نُقل فيه ما يقارب 22 مومياء ملكية، من أعظم المومياوات التي ترجع إلى الأسرة الـ 17 حتى الأسرة 20، مثل: رمسيس الأول حتى رمسيس التاسع، وتحتمس الأول حتى تحتمس الرابع، وسقنن رع، وأمنحتب، وحتشبسوت، ونفرتاري، والملكة تي، وسيتي الأول والثاني، وغيرهم من الملوك العظماء، الذي لم نكن نعلم عنهم شيء سوا أسمائهم، لولا اكتشافهم من قبل عائلة عبد الرسول من محض الصدفة.