الأقصر أو “مدينة الحضارة” كما يُطلَق عليها، تُعد واحدة من أهم المدن السياحية والتاريخية في مصر، فهي مدينة الحضارة التي ضمت بين ثناياها تاريخاً وحضارة مصرية عظيمة، فهي العاصمة القديمة للدولة الفرعونية، بالإضافة إلى معابد الأقصر التي تضم مغامرات تاريخية وآثاراً كثيرة كانت ولا زالت مصدر إلهام وجذب سياحي كبير، فما هي أهم معابد الأقصر؟ ولماذا تعتبر ثروة سياحية وملازا طيباً للسياح من كافة أنحاء الدول؟ هذا ما سنعرفه تفصيلاً بهذا المقال.
المعابد في الأقصر
المكانة التاريخية التي شهدتها الأقصر اكتسبتها من كونها عاصمة الدولة الفرعونية القديمة، أضفت إليها العديد من السمات والمزايا التي تجعلها بؤرة سياحية ضخمة، وكنزاً يبحث التاريخ عن فك شفراته.
تُعد مدينة الأقصر مصدراً هاماً لعشاق المناظر الطبيعية الخلابة، وهواة ركوب البالون الطائر للاستمتاع برحلات جوية رائعة تستمع فيها برؤية الكثير من المعالم والأماكن السياحية فى الأقصر، هذا بالإضافة إلى عادات وتقاليد سكَانها التي تستطيع أن ترى الحضارة والتاريخ في وجوههم وأزيائهم ووسائل النقل لديهم، حيث يعتبر الحنطور هو الوسيلة الرئيسية للتنقل بين أرجاء المدينة.
علاوة على كل ما ذكرناه، تعتبر الأقصر موطنا ملائماً تماماً لكل عشاق الحضارة والتاريخ من جميع أركان الأرض، وأحد أهم الأماكن السياحية الموجودة هي معابد الأقصر، تلك الأماكن التي تجمع تاريخ الدولة بين أركانها، وتروي سيرة المصريين القدماء بين أوراقها، وتأخذك برحلة أصالة ونهوض شهدتها الدولة المصرية القديمة عبر تاريخها، فدعونا نتعرف الآن سريعاُ على أهم معابد الأقصر، وأهم سماتها وحضاراتها.
عناوين المقال
أهم معابد الأقصر السياحية
تمتلأ مدينة الأقصر بالمعابد التي تجذب السياح من شتى بقاع الدنيا، ونعدد لكم المعابد الأثرية:
معبد الكرنك
معبد الكرنك هو أحد أهم الأماكن السياحية التاريخية بالأقصر، والتي يقصدها ملايين السياح كل عام، فهو الرمز الأول من رموز السياحة من بين معابد الأقصر وأكبرها حجماً، تاريخ بناء معبد الكرنك: كان الفرعون “ستي الأول” أول من بادر لبناء معبد الكرنك وأكمل طريق البناء من بعده الملك “رمسيس الثاني” واستمر بناء الكرنك فترات طويلة حتى انتهى بناؤه في القرن الأول ق.م.
اشتهر معبد الكرنك عالمياً بسبب كونه أقدم دور عبادة على مر التاريخ، والذي يضم مجموعة معابد تبلغ 11 معبداً تاريخياً تحمل بين أركانها حضارة من سبقونا من القدماء المصريين، ويقام بها عروض الصوت والضوء التي تمثل اهتمام سياحي خاصة أنها تقدّم بأكثر من لغة.
أبدع المصريين القدماء في نقش الرموز على جدران المعبد، ونحت التماثيل التي تملأ أركانه، فكان الكرنك في قديم الأزل مجمع معابد لملوك المصريين القدماء، إلى أن تحول إلى موضعاً سياحياً يجلب الزوار بمختلف جنسياتهم إلى أركانه الساحرة.
معبد الأقصر
بالقرب من الكرنك يأتي معبد الأقصر والذي يعد أشهر معابد البر الشرقي بالأقصر، تم بناء معبد الأقصر في عصر الدولة الوسطى، وذلك عندما أمر الملك “أمنحوتب الثالث” ببناءه تخليداً للملك أمون رع، يتميز معبد الأقصر ببناءه الضخم، وروعة التصاميم المعمارية للمصريين القدامى التي عجزت دول عن الإتيان بمثلها، بالإضافة إلى تماثلي الملك رمسيس الثاني في مدخل المعبد، وكان يضم مسلّتين، أحدهما مازالت بين جدرانه، أما الأخرى فقد هاجرت إلى فرنسا بالعاصمة باريس منذ حوالي قرنين من الزمن.
معبد الدير البحري
سَحَر هذا المعبد قلوب كل من زارة حتى لقِّب ب”جوهرة معابد الأقصر”، بالإضافة إلى أنه يطلق عليه “معبد حتشبسوت”، يصنّف معبد الدير البحري على أنه من المعبابد الجنائزية الفرعونية القديمة، ويضم المعبد منشآت هندسية عظيمة يأتي إليها السياح من كافة العالم لمشاهدتها والتقاط الصور التذكارية بداخلها.
سمي بمعبد حتشبسوت بسبب احتوائه على تمثال الملكة حتشبسوت والذي يعد أهم المعالم السياحية بداخله، تم بناء شرفات هذا المبعد بشكل كامل من الحجر الجيري، ونقش القدماء المصريين جدرانه بنقوش ورموز مميزة لم تتخلى عنها ألوانها بالرغم من تعرضها للعواصف والتغيرات الجوية المختلفة، علاوة عن مرور آلاف السنين عليها.
معبد أمنحتب الثالث الجنائزي
أحد المعابد الجنائزية التي بناها المصريين القدماء، وهو من المعابد المكشوفة التي تضم سحراً خاصاً، حيث يضم معبد أمنحتب الثالث الجنائزي بين ثناياه ما يلي:
الفناء المفتوح
هذا الفناء هو المقر الرئيسي لتجمع زوار المعبد، وهوعبارة عن فناء ضخم يحتوي على 64 عمود في صفين على جوانب الفناء، تحتوي تلك الأعمدة على عوارض أفقية منقوش عليها اسم الملك وأهم ألقابه.
حجرة مائدة القرابين
تم بناء تلك الحجرة المغطاة بواسطة الملك امنحتب الثالث، وتملأ جدران تلك الحجرة رسومات للملك وهو يقدّم القرابين.
صالة الاحتفالات
هو بناء مميز يضم العديد من الأعمدة والجدران التي تحمل نقوشاً وزخارف مميزة، وتم إعداد تلك الصالة لاستقبال الحفلات بالمعبد.
صالة الأعمدة
تشتهر تلك الصالة بكثرة الأعمدة بداخلها، وبالجدران المزينة التي توضح الملك في أكثر من هيئة.
مقصورة القارب
أعاد الإسكندر الأكبر بناء تلك المقصورة، وقام بتزيينها من الداخل والخارج برسومات توضح الإسكندر أثناء التعبد وتقديم القرابين.
معبد الرامسيوم
معبد الرامسيوم هو أحد معابد الأقصر الجنائزية التي بُنيت للأموات، بناه الملك رمسيس الثاني، والذي تضمن المعبد إحدى تماثيله الضخمة والتي كانت ولا زالت مصدراً للشهرة، تحتوي جدران المعبد على العديد من النقوش التي تحاكي معركة قادش والخطط التي استخدمها الملك رمسيس الثاني للانتصار على الحوثيين بهذه المعركة، يعد أحد أكثر المعابد جمالاً، وكان هذا لبساطة بناءه المعماري، وسحر الأحجار والتماثبل والنقوش بداخله، وأيضاً موقعه الجغرافي المتميز والذي يقع بالضفة الغربية لنهر النيل.
معبد سيتي الأول الجنائزي
يعد هذا المعبد أول بناء جنائزي، وكان أول من بدأ بناء معبد سيتي الأول الجنائزي هو الملك سيتي الأول، ولكنه توفى قبل أن يتم بنائه، ليأتي من بعده الملك رمسيس الثاني الذي أتم بناء المعبد تخليداً لوالده، وكان هذا في الأسرة الـ19 الفرعونية، وفي التالي أهم المعلومات عنه:
- يقع معبد سيتي الأول بمقابر طيبة (الأقصر)، مصر.
- كان الهدف من بناء المعبد هو التعبد، وكذلك تخليداً لذكرى الملك سيتي الأول ووالده الملك رمسيس الأول.
- يحتوي المعبد على قصر ملكي كبير تم بناؤه في عصر الملك رمسيس الأول،
- يحتوي على العديد من الحجرات والبوابات التي تعتبر أحدها مدخلاً لحجرة الملك رمسيس الثاني، والأخرى مدخلاً لمقصورة الملك رمسيس الأول.
- يختوي أيضًا على بوابة مدخل الصالة الرئيسية للمعبد.
- تحتوي صالة المعبد على 6 أعمدة فرعونية، و3 غرف جميعها مخصص للملك سيتي الأول.
- بالإضافة إلى الغرف والأعمدة، يحتوي المعبد أيضاً على العديد من النقوش التي تملأ الجدران، وكل منها يحمل رسالة ومعنى وتاريخ سطَّره القدماء وتركوه إلينا وإلى أحفادنا.
معابد أبيدوس
بتصاميم معمارية مميزة ومختلفة، قام الملك سيتي الأول ببناء معابد أبيدوس والتي تختلف في التكوين المعماري عن كافة المعابد الأخرى، حيث إنها مصممة في شكل قائم الزاوية وليس مستطيل.
كان الهدف الرئيسي من هذا البناء هو العبادة بالشكل الذي كان يعتقده القدماء المصريين، كما يمتلك المعبد ما يكفي من النقوش على جدرانه لسرد قصص تاريخية عاشها القدماء المصريين، وأيرز تلك القصص هي قصص حب للملوك القدامى، وقصص أخرى تسرد حياة الملوك، بالإضافة إلى اسماء ملوك الفراعنة والذي بلغ 76 اسماً.
معبد حتحور
اشتهر معبد حتحور باسم “معبد دندرة” نسبة إلى القرية التي بٌني فيها، ويتميز المعبد بروعة الفنون المعمارية، واللوحات المميزة، والنقوش والكتابات الهيلوغروفية التي تملأ أعمدته وجدرانه تزييناً، وتوضح الرموز التي وضعها المصريون القدماء بالمعبد طرق العبادة التي سلكوها للتقرب للآلهه مثل تقديم القرابين التي اشتهرو بها منذ الأزل.
اشتهر المعبد بالسقوف المزينة التي جعلته أبرز المعابد في التاريخ المصري القديم، هذا بالإضافة إلى السراديب التي تعد مكاناً مناسباً للاحتفالات بأعياد مصر القديمة، ويوجد بداخلها مجموعة من التماثيل الثمينة والقيّمة، وتملأ جدرانها النقوش والرسومات الجميلة التي أبدع المصري القديم في رسمها.
معبد حورس
يعد معبد حورس واحداً من المعالم والأماكن السياحية فى الأقصر، ويشتهر المعبد بإسم “معبد إدفو” ويعتبر ثاني أكبر معابد الأقصر حجما بعد معبد الكرنك، تم تشييد المعبد في موضع معركة “حورس” و “ست” واستغرق بناءه نحو 180 عاماً، إلى أن تم افتتاحه في عام 57 ق.م.
يقع معبد إدفو في الضفة الغربية لنهر النيل بقرية إدفو، وهو آخر بناء لمعبد تم في فترة مملكة البطالمة، كما تملأ جدران المعبد كثيراً من النقوش المميزة والتي عبّرت عن الدين والأساطير واللغة التي استخدمها المصري القديم، وبسبب طول مدة بناؤه قام المصريين القدماء بحفر نصوص توضح كافة تفاصيل البناء، وجاء هذا منعاً للحكايات الأسطورية الوهمية التي اشتهرت بكثرة في تلك الفترة.
مكونات معبد حورس من الداخل
بالإضافة للنقوش المميزة التي تملأ أركانه، فإن المعبد يُعد كنزاً تاريخياً لما يحتويه من بناء معماري مميز، ومنها:
- برج البيلون.
- البوابة الرئيسية للمعبد.
- الفناء الرئيسي للمعبد.
- صالات الأعمدة الكبرى والصغرى.
- مقصورة الفناء الصغير.
معبد خنوم
يقع معبد خنوم بجنوب الأقصر حيث مدينة اسنا، بادر الملك بطليموس في بناؤه، واستمر بناؤه لمدة 400 عام إلى أن تم افتتاحه في أواخر فترات الحكم الروماني، تم تكريس المعبد للعبادة، وهذا ما عكسته الزخارف والنقوش على جدرانه حيث تحتوي على نصوص دينية ومؤلفات تحكي عن أصل الحياة وخلق العالم وغيرها من المعتقدات الدينية.
أهم ما يميزه هو قاعة الأساطين التي يحمل سقفها نحو 24 عموداً، وتلك القاعة تعد من أروع قاعات الأساطين في مصر، تمت إعادة اكتشاف معبد إسنا في أواخر فترة حكم محمد على باشا تحديداً في عام 1843 م.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، والذي قدمنا فيه سرد لأهم معابد الأقصر التي يقصدها السياح من كل مكان، والتي تعرفنا عليها جميعاً بشكل مُفصّل.